( قَصِيدَةً ) :
سِنَّيْنِ الظُّلَمِ والأنكسار
( مِنْ دِيوانِ ... عندما يَئِنُّ الْقُلَّبُ فَتَتَلَاقَيْ الدُّموعِ )
الشَّاعِرُ الْجَرِيحُ عَلاءَ مَحْرُوسِ مَرَسِي
*******
مَا بَيْنَ جُدْرَانِ حَجَرَتِي يَئِنُّ قُلَّبُي
فَتَتَسَارَعُ دُموعٍي عَلَيِ خُدِّيِ
بِدُموعِ جَارِفِهُ تَحَرُّقَ وَجْهِي
مِنْ شَدَّةِ الآلم مِنْ غَدَرِي
فَسَقَطَتْ دَمْعُهُ مابين جُدْرَانِ حَجَرَتِي
ذَاكَ الْكَوْنِ الْفَسِيحِ لَمْ يُتَحَمَّلْ هَمُّي
وآلآلآمي وَحَزْنَي وَمَرَضَي بِجَسَدِيِ
وَلَمْ أَجِدَّ أَلَا الْغَدْرَ مِنْهَا أَمَامَي
يَلُوحُ بِسِنِّينَ فِكَرِيِ
وَلَا أَمَلَّ يحويني مِنْ طَعْنَاتٍ ذكرَي
فَطَعْنَتَهَا بِالْغَدَرِ تُمَزِّقُنَّي
وَتَفَتُّتَ بَقايا جَسَدِي
كُلَّ هَذِهِ الطَّعْنَاتِ ... وَأُبْقِي وَحَيَّدَا بَيْنَ حوائطي
يَئِنُّ الْقُلَّبُ بَيْنَ جدارنها
بِصَرْخَاتِ صَمَّاءِ يَقْشَعِرُّ بِهَا جَسَدِي
فَأَنَا وَحَيَّدَا ... فِي عَالَمِيِّ
أصابني هموم وأحزان غَدَرِي
نِعْمَ أَنَا وَحَدَّي ... أَنَا مِجْرَدَ كَائِنِ حَيَّ
إنسان إجتمعت عَلَيه خَفَافِيشَ الظُّلاَّمِ مِنْ غَدَرِي
لَا لُغَةَ لِغَدَرَهَا ... أَعرفَ تَفْسِيرِهَا
مِنْ قَوَامِيسِ لُغْتِي
وَلَا إشارة تُفْهِمُنَّي ...؟!!!
لماذا الْغَدْرَ مِنْهَا ... وَقَسْوَةَ قُلَّبِهَا عَلَيِ حُبَّي
الْكَلَّ فَارِقِنَّي ... حُتِّي فِي أحلامي ... وَفِكْرَي
الْكَلَّ رموني ... وَنَسُوا كَمْ ضَحِيَ جَسَدُي
فِي قواي لَهُمْ قَبْلَ شَلَلِي وَعجزَي
وَكَمْ زَرَعَتْ لَهُمْ حَدائِقَ مِنْ وَرْدِي
فِي أَرَضِّي
رموني فِي عَالِمِ النِّسْيَانِ ... قَعِيدَا بِكُرْسِيِّ
لَعَيْنَ نَازِفَا مِنْ جُرْحِي
وَدُموعَا تَتَلَأْلَأُ عَلَيِ خُدِّيِ
آهٍ
يا سِنَّيْنِ الظُّلَمِ والأنكسار
أَهِ
يا شهور الْوَحْدَةِ وَحَصِرَتَي
مِنْ نَزِيفِ قُلَّبُي
آهٍ
يا سَاعَاتِ قِدْرِي
فِي وَحْدَتِي وآلآمي
فَأَنَا وَحَيَّدَا ... فِي عَالَمِيِّ
لماذا غَدْرَتَي ؟
حُتِّي أَجِدَّ مِنْكِ هَذِهِ الْقَسْوَةَ وَالْعِصْيَانَ لِقُلَّبِيِ وَحُبَّي
لماذا تُحَرِّمُنَّي
مِنْ فَلِذَاتُ كَبَدَي
لماذ سقيتني الْمرَّ بِغَدَرِكَ فَكَانَ مِنْهَا آآلمي وَوَجِعَي
وزادَ عَلَيِ مُرْضِي
الي مُتِّي ...؟
الي مُتِّي أَكتمَ وَأَعْشَقُ هجرَي
الي مُتِّي ...؟
وَعَيِّنَاي تُنْزِفَانِ بَدَّلَا مِنْ الدُّموعِ دَمَ حارقني
نَازَعَا جِلْدِيَّ مِنْ خُدِّيِ
تُحِيطُنَّي هموما بِقُلَّبِيِ
وَوَحْدَةَ لَا تُطَاقُ عَلَيِ أواخر عَمَرَي
وَيُحَلِّقُ فِي وَسَطِ الآفاق إنكسار طَمُوحَي
وَدَموعَ بَيْنَ عَنَاقِ وَفِرَاقَ
وَنَظَرَاتِ الْبُشْرِ ذُلَّ وإشفاق وَنَزِيفَ بِقُلَّبِيِ ...
يُكْتِبُ عَلَيِ أَوِرَاقَ الْمَرِّ صبرَي
وَتُضِيعُ فِي شُيَّبَتِي وأواخر عَمَرَي
مَعَ الجفا لَهْفَةَ الأشواق
لَا وَفَاءَ لِخَائِنِ عُشُرَتِي
فَهِي واحدَةً
مِنْ الْبُشْرِ فِي الْكَوْنِ
مَا أَخْلَصَتْ
فِي عُشُرَتِي وَوَدِّيَّ
فَكَانَ مِنْهَا كُلَّ الإنكسار فِي أواخر أيامي
فأتاني مِنْهَا جَمِيعَ جروحي وأيام أحزاني
كَلِمَاتِ :
الشَّاعِرُ الْجَرِيحُ
عَلاءَ مَحْرُوسِ مَرَسِي
شَاعِرَ غِنَائي وَكَاتِبَ مَسْرَحِيِّ
( مِنْ دِيوانِ ... عندما يَئِنُّ الْقُلَّبُ فَتَتَلَاقَيْ الدُّموعِ )