مَكْتَبَةُ قُصصُ الأطفال للشاعر والكاتب الْمَسْرَحِيَّ عَلاءَ مَحْرُوسِ مَرَسِي
******************************************
قَصَّةً قَصِيرَةً :الأصدقاء الثّلاثة
*******************
كان يا مكان زمانِ زمانِ يحكي أن أرنب أبيض جميلِ يعيشُ بِالغابةِ وكان أصحابهُ سِنجاب قِردِ كبيريأكلون ويَمرحون طوال الوَقتِ وهُم في سعادةِ وفرح وسُرور وفي يوْم مِن الأيام وقبل أن يبدأوا يوْمهُما بِاللُّعبِ والمرحِ نظر الأرنب مِن الأرض الي الشّجرةِ الّتي يُلعِبون عليها كُلّ يوْم فوَجدِها كبيرةً فحدث نُنفِسُهُ أيُّه يا أرنوب أنتِ أسرِع مِن السِّنجابِ والقِردِ الكبيرِ ولا تعرُّف حُتّي اليَوْم أن تتسلّق الأشجار أوْ حُتّي تُلعِبُ عليها وبالأمس حينما لعبنا أنا والقِردِ والسِّنجابِ رأّيْتُهُم في لمحِ البصرِ يتسلّقن الشّجرةِ ومُمكِن أن يتسلّقون غيْرها وأكبر مِنها وأما أنا ما زُلتُ عليي الأرض ولا أعرف أن أتسلُقها وأصحابي عمرهُم نا قالوا تعالي نُلعِبُ فوْق الشّجرةِ وحينما غِبتُ أوّل أمسِ عليهُما شوَيَهُ رأّيْتُهُم يُلعِبون أعليي الشّجرةِ لِأنّهُم كانوا بأعلي ورأّيْتُهُم وحينما أقتربت مِنهُم نزّلوا في ثانيَةِ ولعّبوا عليي الأرض فماذا أفعلُّ ؟ عليي العُموم كأنني لم أرّاهُم ولا أخبِرهُم بأنني رأّيْتُهُم يُلعِبون دوني عليي الأغصان وبعدها أفِكر ماذا أفعلُّ وبعد أنتهاء اللُّعبِ ذهب القِردِ الكبيرِ بِجِسمِهُ الي البيْت في الغابه وذهب السِّنجابِ الي بيْتهُ في الغابه وذهب أرنوب الي بيْتهُ في الغابه وفي ' اليَوْمِ التّالي ' وقبل ميعاد اللُّعبِ مع أصدقائه بِساعاتِ قليلِهُ فكرّ أرنوب بِأنّه يتعلّمُ ويَتدرّبُ الصُّعودُ الي الشّجرةِ الّتي يُلعِبون تحتها دون أن يراه أحدّ أوْ يُخبِرُ أصحابهُ القِردِ أوْ السِّنجابِ وفعّلا ذهب أرنوب مِن هذِهِ الساعه لِمُدّةِ أسُبوعا كامِلا دون أن يراه أحدّ مِن أصدقائه ليَتعلّمُ وبدأ يتعلّمُ الصُّعودُ والنُّزولُ مِن عليي تِلك الشّجرةِ الكبيرةِ وتعلُّم أيضا الجريّ عليها وتسلُّق فُروعِها الّتي تكسوها الأورق الخضراء وكان المنظر رائِعا وجميلا مِن أعليي الشّجرةِ وكان يقولُ دائِما وهوَ فوْق الشّجرةِ بأعلي ما أجُملُ المنظرِ وما أبهاهُ أنا زعلانِ مِن أصدقائي علشان ما علموني كيْف أصُعّدُ الي الشّجرةِ في الأعلي وألعب معهُم وفي يوْم مِن الأيام أتفِقا القِردِ والسِّنجابِ أن يذهبوا الي مكان اللُّعبِ تحت الشّجرةِ قبل مجيئ أرنوب ليَلعبوا أعليي الشّجرةِ وفعّلا ذهب القِردِ والسِّنجابِ الي الشّجرةِ الكبيرةِ ولعّبوا فوْق أعليي فُرّعِ فيها فجاء أرنوب قبل الميعادِ ليُلعِبُ ويُنظِرُ الي المنظرِ الجميلِ الّذي أعتاد أن ينظُر أليهُ مِن أعليي فُرّعِ مِن الشّجرةِ وحينما أقترِبُ رأي السِّنجابِ والقِردِ يُلعِبانِ مع بعضُهُما فتخبّأ مِن ناظِريِهُما ورأي الأشجار في الغاباتِ لِكيْ لا يراه أحدّ وفعّلا الي أن وُصل لِتِلك الشّجرةِ الّتي يُلعِبون فيها فسمع القِردِ يقولُ لِلسِنجابِ مِقوَل نُلعِبُ ونشوفُ المنظرِ الجميلِ أعليي الشّجرةِ وأرنوب كُلّ مرّةً مشّ معانا فقال لهُ السِّنجابِ لا لا خطرِ كتير عليي أرنوب ونحنُ أصدقائه وأصحابه هوَ ليْس معّا وهذا خطرِ عليه سواء لوْ صُعُد أعليي الشّجِر مُمكِن أن يسقط فإنّه لايعلم كيْفيّة الصُّعودُ ومُشكّلاتِهُ ومِن الصّعب أن يعرُف خطورت التسلق واللّعب عليي الشّجرةِ لِأنّه يعيشُ عليي الأرض ومِن الخطر أن يلعب عليي الأرتفاعات وفي حاجّهُ كمان أرنوب خطرِ جدّا عليه الصُّعودُ بأعلي الشّجرةِ علشان حيظهر وأعدائه كتير فقال القِردِ حِسّنا أنتِ عليي حقّ وأخّذوا يلعبوا وفوجِئوا بِتصفيرِ أرنوب تحت الشّجرةِ فنزّلوا مُسرِعيْنِ أهّلا يا أرنوب وبعدها لعّبوا وكأن أرنوب ما جاء مُبكِّرا ولا سمع حديثِ أصدقائه السِّنجابِ والقِردِ وحينما أفرّغوا مِن اللُّعبِ وذهّبوا كلّا الي بيْتهُ في الغابه قال أرنوب لقد سمّعت السِّنجابُ والقِردُ ولا أصدق كلامِهُم ما أنا تعلّمت في أسُبوعِ التسلق والجريّ عليي الشجره أنا مشّ حسمع كِلامهُما أبدًا وسوْف أبحث لي عن أصدقاء يُلعِبون معي ونتسلّقُ أشِجار مشّ شجرةُ واحِدِهُ ألعب عليها وفي الصّباح الباكِر وقبل الميعادِ ذهب أرنوب الي الشّجرةِ وتسلُّق عليها وحينما صُعُد الي أعليي الشّجرةِ أخذ يلعب ويَنُطُّ هُنا وهُناك فرأهُ صيّاد الغابةِ ففرح الصّيّادِ وقال هذا الأرنب مكانهُ بالأرض يأكُلُ ولوْ شاء يلعب مع أصدقائه يلعب ماذا أرّاهُ ولأول مرّةً في حيّاتيِ وأنا صيّاد ألمح أرنب أعليي الشّجرةِ دِهُ أنا حظّي جميلِ .. سمع كُلّ كِلامهُ الأرنب وقال ياخبر أنا غلطانِ غلطانِ وأصدقائي عليي حقّ أنا في خطرِ أنا في خطرِ وأخذ يجري مِن فُرّعِ الي فُرّعِ ولكُنّ الصّيّادِ ماهِر نُشن بِبُندُقيّتِهُ وأطلق عليه فوقع أرنوب مِن أعليي الشّجرةِ قتيلا
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــّت

تحيّاتُي وأرِقُ أمنّياتي
الشّاعِر والكاتِب المسرحيّ
علاء محروسِ مرسي

[/center]